أجلستها القابلة على كرسيّ الولادة ووقفت الشدّادة وراءها لتشدّها من كتفيها وتمسح العرق عنها ... تعالى صراخها واشتدّ خوفها في وضعها الأوّل فأشفقن عليها من الهلاك .. أسرعت كبيرتهن إلى الشيخ فكتب لها في صحن أبيض كبير سورتي الإخلاص والانشقاق وآيات من سورة مريم بالزّعفران المنقوع في ماء الورد وقال لها: " امحي المكتوب في الصّحن بماء طاهر وقدميه للشابّة تشرب منه وتمسح به وجهها وبطنها بنية خالصة .." وما كادت تفعل حتّى اشتدّ طلْقها وارتفعت عقيرتها وهبّت عليها رياح النّصر وهي تسمع إحداهن تقول لها :" ربي يعطيك صرخة ابنة عمران .." وٳن هي إلاّ دقائق حتّى رنّ المولود واختلط صياحه في أذنيها بزغردة النسوة ..